النوتة الكاملة لسماعي لامي ( القصر العباسي ) للمبدع نصير شمة بصيغة ميوزيك سكور

nota-sibe
0

 سماعي لامي القصر العباسي: توظيف الحمولة التاريخية في الإبداع الموسيقي عند نصير شمة



 التقاء التاريخ بالموسيقى في أعمال نصير شمة


يُمثّل سماعي لامي القصر العباسي للفنان العراقي نصير شمة نموذجًا فريدًا للتفاعل الخلاق بين التراث المعماري التاريخي والإبداع الموسيقي المعاصر. هذا العمل الفني الذي ينتمي إلى مقام اللامي العراقي - أحد المقامات الأساسية في الموسيقى العربية - ليس مجرد تأليف موسيقي تقليدي، بل هو حوار جمالي بين عظمة القصور العباسية وعمق التعبير الموسيقي الشرقي. يعكس هذا السماعي براعة شمة في توظيف الحمولة الرمزية للقصر العباسي، حيث يتحول الحجر إلى نغم، والفضاء المعماري إلى فضاء صوتي، والتاريخ إلى لحن حي ينبض بالحاضر.

 المسار الأكاديمي والفني لنصير شمة: أسس التميز الإبداعي


وُلد نصير شمة في مدينة الكوت عام 1963، ونشأ في بغداد حيث تلقى أول دروسه في العزف على العود على يد أستاذه صاحب حسين الناموس . تخرّج من معهد الدراسات الموسيقية "النغمية" في بغداد عام 1987 متخصصًا في العود، لتبدأ بعدها رحلته الفنية التي جمعت بين الأصالة والابتكار. حصل شمة في عام تخرجه على جائزة أفضل لحن للأغنية العاطفية في العراق، مما أهّله للظهور مع نخبة فناني العراق .

اتسم مسار شمة الأكاديمي بالتنوع والعمق، حيث عمل أستاذًا لآلة العود في المعهد العالي للموسيقى بالجامعة التونسية عام 1993، ثم أسس "بيت العود العربي" في مصر عام 1999 الذي توسع لاحقًا بفروع في أبوظبي (2008)، والإسكندرية (2011)، وبغداد (2018)، والخرطوم (2020) . هذا الانتشار الجغرافي للمشروع التعليمي يعكس رؤيته في توحيد المدارس العودية العربية تحت سقف أكاديمي واحد.

 الإبداعات الموسيقية لنصير شمة: بين التراث والحداثة


تنوعت إبداعات نصير شمة بين التأليف الموسيقي والعزف المنفرد والتعاون مع كبار الفنانين العالميين. من أبرز أعماله:

1. الأعمال المنفردة: أصدر أسطوانته الأولى "قصة حب شرقية" من فرنسا عام 1994، وقدم أعمالاً تجريبية مثل "العود المثمن" المستوحى من مخططات الفارابي التي يعود عمرها إلى ألف عام .

2. التعاون الدولي: قام بجولة موسيقية مع عازف الجاز الأمريكي وينتون مارساليس، حيث قدم مقطوعات مثل "غداً أجمل"، و"عود جاز"، و"إينانا وديموزي"، و"قرطاج"، و"سيدة الجنائن"، و"عالم بلا خوف"، و"النوبة"، و"دجلة" .

3. الأعمال الإنسانية: أسس مشروع "مجلس ثقافة ورعاية أطفال العراق" الذي يعالج الأطفال العراقيين، حيث نجح في علاج 55 طفلاً على حساب ملك البحرين، و150 طفلاً على حساب رئيس دولة الإمارات .

4. التجارب الصوفية: تأثر شمة بالتصوف منذ بداياته، حيث تعمق في قراءة الطرق الصوفية العشر وسير الصوفيين الكبار مثل ابن عربي وابن الفارض والسهروردي ورابعة العدوية والحلاج .

5. التلحين الشعري: قدم قراءات موسيقية لأشعار كبار الشعراء مثل بدر شاكر السياب في "غريب على الخليج" و"أنشودة المطر" (1986)، ومحمود درويش في "لماذا تركت الحصان وحيدا" (1995)، وأمل دنقل في عدة أعمال .

 سماعي لامي القصر العباسي: تشريح العمل الإبداعي


يُعتبر سماعي لامي القصر العباسي أحد أبرز الأعمال التي تجسد فلسفة نصير شمة الفنية القائمة على توظيف الرموز التاريخية في بناء النص الموسيقي. يمكن تحليل هذا العمل من عدة زوايا:

 1. البنية المقامية:


ينتمي السماعي إلى مقام اللامي العراقي، وهو من المقامات الرئيسية في الموسيقى العربية التي تتميز بطابعها العاطفي العميق. يتكون مقام اللامي من جنسين: الجنس الأول على درجة اللام (D) ويتكون من (D-E half flat-F-G)، والجنس الثاني على درجة الدو (G) ويتكون من (G-A half flat-B flat-C) . هذا التركيب النغمي يعطي المقام طابعه الحزين المتأمل الذي يتناسب مع جوهر العمل.

 2. العلاقة بين العمارة والموسيقى:


استلهم شمة في هذا العمل روح القصر العباسي بكل ما يحمله من دلالات تاريخية وحضارية. فكما أن القصر العباسي يمثل ذروة العمارة الإسلامية في العصر الذهبي، فإن السماعي يمثل ذروة الإبداع الموسيقي في العصر الحديث. لقد حول شمة العناصر المعمارية إلى عناصر موسيقية:

- القباب: تمثلها الجمل اللحنية المتكررة التي تعلو وتنخفض مثل القباب.
- الأروقة: تمثلها الجمل الموسيقية المتتالية التي تنساب كالأروقة الطويلة.
- الزخارف: تمثلها الزخارف اللحنية (التحليقات) التي تزين الجمل الأساسية.
- الفسيفساء: تمثلها تعدد الطبقات الصوتية والتناغم بين الآلات.

 3. البنية الإيقاعية:


يتبع السماعي الوزن الإيقاعي التقليدي للسماعيات (10/8) الذي يتكون من (3+2+3+2)، لكن شمة أضاف إليه لمسات عصرية من خلال التغييرات الديناميكية والتوزيع الآلي الغني الذي يعكس ضخامة القصر العباسي وعظمته.

 4. التوظيف التاريخي:


لم يكتفِ شمة بالاستلهام الشكلي للقصر العباسي، بل ذهب إلى أبعد من ذلك باستحضار الذاكرة الجمعية المرتبطة بهذا الصرح التاريخي. فالموسيقى هنا تحكي قصة المجد العباسي، وتنقل مشاعر العظمة والفخر، وتستحضر أجواء البلاط العباسي بكل ما كان فيه من فنون وآداب وعلوم.

 التدوين الموسيقي ودور برنامج سيبليوس في حفظ التراث


يُعد التدوين الموسيقي الدقيق عنصرًا أساسيًا في حفظ الأعمال الموسيقية ونقلها للأجيال القادمة. هنا يأتي دور برامج التدوين الموسيقي المحترفة مثل "سيبليوس" (Sibelius) الذي صمم للاستخدام الاحترافي في تأليف الموسيقى . يوفر البرنامج أدوات متقدمة لتدوين السماعي بمختلف تفاصيله الدقيقة:

1. تدوين المقامات الشرقية: يمكن لسيبليوس تدوين الإشارات الموسيقية الدقيقة مثل ربع البُعد التي تميز المقامات الشرقية عن نظيرتها الغربية.

2. التوزيع الآلي: يساعد في توزيع الأدوار بين الآلات المختلفة بشكل واضح ودقيق.

3. التدوين التاريخي: يمكن توثيق الأعمال الموسيقية بكل تفاصيلها الفنية والتاريخية ضمن ملفات البرنامج.

4. النشر الأكاديمي: يسهل إخراج النوتات الموسيقية بصيغ مختلفة تلائم النشر الأكاديمي والتدريسي.

يؤكد الباحث ثامر عبد الحسن العامري في كتابه "الغناء العراقي" على أهمية التدوين الموسيقي في حفظ التراث الموسيقي العراقي الذي يعود إلى الحضارات السومرية والبابلية والأكدية والآشورية . وفي هذا السياق، يقدم برنامج سيبليوس أداة عصرية لمواصلة هذا التقليد التوثيقي العريق.

 سماعي لامي القصر العباسي كأنموذج للإبداع المتجذر


يمثل سماعي لامي القصر العباسي لنصير شمة نموذجًا راقيًا للإبداع الموسيقي المتجذر في التراث والمعبر عن الهوية. هذا العمل ليس مجرد تأليف موسيقي، بل هو بيان فني يجسد رؤية شمة للعلاقة بين الماضي والحاضر، بين الحجر والنغم، بين العمارة والموسيقى. لقد نجح شمة في تحويل القصر العباسي من كتلة حجرية إلى كتلة صوتية تنبض بالحياة، مؤكدًا أن الموسيقى العراقية هي امتداد طبيعي للحضارة الرافدينية العريقة التي كانت أول من صنع الآلة الموسيقية ودوّن أنغامها .


 كلمات البحث الأساسية في مجال الموسيقى العراقية:


1. المقامات العراقية
2. السماعي العراقي
3. مقام اللامي
4. النوتات الموسيقية العراقية
5. العود العراقي
6. التدوين الموسيقي الشرقي
7. التراث الموسيقي الرافديني
8. الموسيقى البغدادية
9. الإيقاعات العراقية
10. بيت العود العربي
11. نصير شمة وأعماله
12. سماعي القصر العباسي
13. برامج تدوين موسيقي
14. سيبليوس للموسيقى الشرقية
15. تاريخ الموسيقى في العراق

هذه الكلمات تمثل مفاتيح بحثية مهمة للموسيقيين والباحثين في مجال الموسيقى العراقية، وتساعد في الوصول إلى المصادر الأكاديمية والفنية المتخصصة في هذا المجال الغني والمتنوع.

أنقر هنا و اختر الصيغة المناسبة لك

MIDI PDF XML SIB


 

نود إخباركم أن النسخة المتاحة هي صيغة ب د ف ، أما بقية النسخ فهي بمقابل مادي. بدعمكم نكبر❤ ادعمونا ❤شارك الموقع مع أصدقائك❤

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!