لقد كان له مسار إبداعي ملهم، فقد ولد ونشأ وهو يغمره عشق الفن الغنائي منذ نعومة أظفاره. في عام 1947، عندما كان يبلغ من العمر 19 عامًا، شارك في تأسيس جوقة اتحاد السلاوي برفقة أصدقائه، وقام برئاسته الفنان الكبير محمد بنعبد السلام. كما كان من بين مؤسسي الجوق الوطني للإذاعة. لاحقًا، انضم إلى جمعيات غنائية أخرى قبل أن يلتحق بجوقة إذاعة فاس، حيث بقي حتى تقاعده. بالإضافة إلى ذلك، كان يشتهر بمهارته في العزف على آلة العود.

خلال مسيرته الفنية، قدم العديد من الأعمال الغنائية الرائعة التي أسرت قلوب الجماهير ولا تزال حتى اليوم تحظى بشعبية كبيرة. غنى لشعراء من المغرب والشرق، ولحن لأبرز الموسيقيين، ومن بشهر أعماله "علاش ياغزالي" التي لها قصة مثيرة. في بداية الخمسينيات، كان الفنان الراحل أحمد الطيب لعلج يؤدي هذه الأغنية بلحن مختلف، وبعد ذلك تم تكليف المطرب المعطي بلقاسم بأدائها. وكان صديقه الراحل عبد الرحيم السقاط يزوره في غابة المعمورة ويستمع إلى الأغاني التي يكتبها ويلحنها.

هذا الثلاثي الرائع كان وراء إحدى أشهر الأغاني التي أداها المطرب المعطي بلقاسم، ومن بين العديد من الأعمال الأخرى التي قدمها، نجد "يا بنت المدينة" من كلمات عبد الله شقرون وألحان بنعبد السلام، و"كان قلبي خالي" التي كتبها حمادي التونسي ولحنها عبد النبي الجراري. كما قدم أيضًا أعمالاً أخرى مثل "كان يحن علي كان" من كلمات لعلج ولحن العبد زويتن، و"المسرارة"، و"مخاصمني"، و"من باب الشباك"، وغيرها الكثير.

وقد غنى بلقاسم للشاعرين العربيين الكبيرين أحمد شوقي ونزار قباني، وقدم أعمالاً مميزة مثل "على قدر الهوى" و"مكابرة" من تلحين السقاط.

بعد مسيرة فنية حافلة بالإبداع والعطاء، ودعنا بلقاسم هذا العالم في يوم الأربعاء 9 مايو 2001 عن عمر يناهز 73 عامًا، ودُفن في مدينة فاس التي كان لها دور كبير في حياته الفنية.