نوتة سيبيليوس لسماعي نهواند (سحر الشرق) عبد المنعم الحريري

 موسيقى سحر الشرق  لحن عبدالمنعم الحريري


تميز الحريري بخصوصية تنوع مسالكه الموسيقية، إذ جمع بين تدريس العزف على آلة الكمان وفق الميتودات الغربية و بين تدريس أسس الموشحات، في المعهد العالي للموسيقى العربية ،كما أنه جمع بين التلحين والتاليف الموسيقي ، و بين العزف على الكمان في الرق الموسيقية المعروفة ، وخاصة فرقة السيدة أم كلثوم، إلى جانب أحمد الحلناوي، ماجعله بالنتيجة يجمع بين التعليم والممارسة، و بين اللحن الشرقي والعلوم الغربية. انعكس هذا الواقع على أعمال الحريري ، ومنها هذا السماعي، الذي اكتسب أهمية خاصة، بغض النظر عن جماله، لأن المعالجة

ومع أن قالب السماعي هو من القوالب الكلاسيكية للتأليف الموسيقي العربي والشرقي ، إلا أن الحريري عالج الجمل اللحنية هنا، أولا بالأسلوب الكلاسيكي في النصف الأول من اللحن ر أ ه ب ه ، ثم سمح لنلسه بالتخفيف من الكلاسيكية ، اعتبارأ من الخانة الثالنة ج في الدقيقة الثالثة من التسجيل ،بفلزات صوتية مخلفة، ثم بالتجرد نهائيا من الكلاسيكية.

 الدقيقة الرابعة من التسجيل، في الخانة الرابعة ( د ) وفق قالب السماعي، عندما أدخل قفزات مفاجئة للأصوات في الجمل اللحنية، ندر أن استمعنا إلى مثلها .في النماذج التلحينية العربية، المبنية على قوالب التأليف الموسيفي الكلاسيكية .. طبعا، لا يعتبر هذا مخالفة لقالب السماعي، الذي تعتبر الخانة الرابعة منه د)، المساحة الملائمة لإكسابه الحيوية، لأن إيقاعها ياتي عادة على إيقاع ثلاثي، بينما تأتي المقاطع اللحنية الأخرى على إيفاع السماعي الثقيل ، الذي أكسب هذا القالب اسمه، و هو ما مكن الملحنين الأتراك من توظيفها لإدراج جمل لحنية سريعة ، تشبه كثيرأ الجمل اللحنية في قالب اللونغة، كما في سماعي شد عربان المعروف لجميل بك الطنبوري ، ولكن الكارق هنا، جاء من أن الحريري لم يلجا لجمل لحنية سريعة في الخانة الرابعة، بل إلى قفزات صوتية مفاجئة ، وهذه سابقة تحسب له.

أعتقد أن السبب في إقدام الحريري على هذا الأسلوب، في إدخال القفزات الصوتية إلى الخانة الرابعة ، دون أن يستهدف تسريع اللحن، يعود إلى أنه بني لحنه باستخدام آلة الكمان، التي كان يقوم بتدريسها وفق ميتودات التعليم الغربية ، وليس وفق أساليب عزف آلة العود الكلاسيكية.. فاستفاد من تدريبات آلة الكمان، في جعل هذا السماعي مختلف عن غيره، مكسبا إياه أهمية خاصة.

 تجدر الإشارة إلى أن عازفين آخرين للكمان ، وضعوا بدورهم مؤهللات موسيقية، ولكنهم آثروا الاستكانة إلى الجملة اللحنية الغنائية، ما أكسب هذا السماعي أهمية إضافية.

لتحميل نوتة  السماعي من هنا 



المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق